كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


قالوا‏:‏ حسن الظن صنيعة وسوء الظن حرمان وقيل‏:‏ أسوء الناس حالاً من لا يثق بأحد لسوء ظنه ولا يثق به أحد لسوء فعله وقد بلغ حسن الظن عند بعضهم إلى أنه يجد الجلاد الذي يضرب الرقاب ويعذب أخف حساباً منه يوم القيامة وأقرب إلى رضا اللّه منه‏.‏ قال العارف الشعراوي رحمه اللّه‏:‏ وممن رأيته على هذا القدم أخي أفضل الدين كان يسأل الجلاد الدعاء‏.‏ قال‏:‏ والثاني في ذلك إنما هو وصول العبد إلى هذا المشهد في الجلاد ببادئ الرأي بغير تفكر وتأمل ليخرج عن التفضل في المقام‏.‏

- ‏(‏د‏)‏ في الأدب ‏(‏ك‏)‏ في التوبة ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ وفيه عند أبي داود مهنأ بن عبد الحميد البصري‏.‏ قال أبو حاتم‏:‏ مجهول وعند الحاكم صدقة بن موسى قال الذهبي‏:‏ ضعفوه‏.‏

3724 - ‏(‏حسن الملكة‏)‏ قال القاضي‏:‏ الملكة والملاك واحد غير أن الملكة غالباً تستعمل في المملوك يعني حسن الصنيعة معه ‏(‏يمن‏)‏ أي يوجب البركة والخير لأنه يرغب فيه حينئذ ويحسن خدمته ويؤثر طاعته فلذلك قالوا‏:‏ إن حسن الملكة أصل كبير في الدين ‏(‏وسوء الخلق‏)‏ مع المملوك ‏(‏شؤم‏)‏ لأنه يورث البغض والنفرة ويثير اللجاج والعناد والشؤم ضد اليمن والبركة‏.‏

قال الماوردي في أدب الملوك‏:‏ الأخلاق يظهر حميدها بالاختيار ويقهر ذميمها بالاضطرار وسميت أخلاقاً لأنها تصير كالخلقة لكنها مع ذلك تقبل التغيير فالفاضل من غلبت فضائله ثم لا تزال غالبة حتى تستقيم جميع أخلاقه لتصير حميدة بعضها خلق مطبوع وبعضها تخلق مصنوع، وقال الغزالي في ميزان العمل‏:‏ الفضيلة تارة تحصل بالطبع إذ رب صبي يخلق صادق اللّهجة سخياً وتارة بالانقياد ومرة بالتعلم فمن صار ذا فضيلة طبعاً واعتياداً وتعلمها فهو في غاية النفاسة هذا ويحسن تشبيه النفس التي تعتريها الأخلاق الذميمة والحميدة ببدن تعتريه الأمراض البدنية والصحة التي بها انتظام المعائش والأمور الأخروية فكما لكل مرض بدني من علاج فلا بد لكل مرض قلبي يعبر عنه بالخلق الدنئ ويعبر عن علاجه بتبديله بخلق سني فالجهل مرض وعلاجه بالعلم والبخل مرض وعلاجه بالسخاء والكبر مرض وعلاجه بالتواضع والشهوة مرض وعلاجه بالكف عن المشتهى، وهكذا كل علاج لا بد فيه من مرارة فمن أراد شفاء القلب فعليه باحتمال مرارة المجاهدة التي هي معراج المشاهدة، ومن ثم قالوا‏:‏ المشاهدات مواريث المجاهدات التي هي معراج، فجاهد تشاهد، وزوال مرض القلوب أهم مطلوب إذ به ينال المحبوب، والقلوب هي الجواهر وبصونها عن أمراضها يحصل جميع أغراضها ومعرفة جواهر الأشياء من أعراضها وصون حقوق ‏[‏ص 386‏]‏ الآدميين كدمائها وأموالها وأعراضها، وبمعرفة ذلك تتميز قيم أفراد الإنسان وإن اختلفت نفسه بحسب إقبالها وإعراضها‏.‏

- ‏(‏د‏)‏ في الأدب من طريق بقية عن عثمان بن زفر عن محمد بن خالد بن رافع ‏(‏عن رافع بن مكيث‏)‏ بفتح الميم وكسر الكاف بعدها تحتية ثم مثلثة الجهني شهد الحديبية كذا في الكاشف وقيل بل هو تابعي فهو مرسل وفيه بقية وفيه مقال معروف اهـ‏.‏ وقال في الإصابة‏:‏ الحارث بن مكيث أرسل حديثاً فذكره بعضهم في الصحابة وقد ذكره ابن حبان في ثقات التابعين‏.‏

3723 - ‏(‏حسن الملكة نماء‏)‏ بالفتح والتخفيف والمد أي زيادة رزق وأجر وارتفاع مكانة عند اللّه تعالى يقال فلان حسن الملكة إذا كان حسن الصنيع إلى مماليكه ‏(‏وسوء الخلق‏)‏ مع المملوك ‏(‏شؤم‏)‏ والشؤم يورث الخذلان ودخول النيران، قال يحيى بن معاذ‏:‏ سوء الخلق سيئة لا ينفع معها كثرة الحسنات، وحسن الخلق حسنة لا يضر معها كثرة السيئات ‏(‏والبر زيادة في العمر‏)‏ معنى زيادته بركته أو أراد أنه سبحانه جعل ما علم منه من البر سبباً لزيادة عمره ونماء وزيادة باعتبار طوله كما جعل التداوي سبباً للصحة ‏(‏والصدقة تمنع ميتة السوء‏)‏ الميتة الحالة التي يكون عليها الإنسان من موته وميتة السوء أن يموت على وجه النكال والفضيحة ككونه سكراناً أو بغير توبة أو قبل قضاء دينه أو غير ذلك‏.‏

- ‏(‏حم طب عن رافع بن مكيث‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه رجل لم يسم وبقية رجاله ثقات‏.‏

3725 - ‏(‏حسن الملكة يمن‏)‏ قال البغدادي‏:‏ الملكة القدرة والتسلط على الشيء، والمراد هنا المماليك والعبيد، وحسن الملكة الرفق بهم ولا يحملون ما لا يطيقون والتعهد لمهماتهم والعفو عن زللهم، وعن ذلك ينشأ النماء والبركة، وفي ضده الصرم والهلكة ‏(‏وسوء الخلق‏)‏ أي معهم ‏(‏شؤم‏)‏ قال القاضي‏:‏ الملكة والملك واحد غير أن الملكة يغلب استعمالها في المماليك وحسن رعاية المماليك والقيام بحقوقهم وحسن الصنيع، واليمن البركة والمعنى أنه يوجبه إذ الغالب أنهم إذا راقبهم السيد وأحسن إليهم كانوا أشفق عليه وأطوع له وأسعى في حقه وكل ذلك يؤدي إلى اليمن والبركة وسوء الخلق يورث البغض والنفرة ويثير اللجاج والعناد وقصد الأنفس والأموال بما يضر ‏(‏وطاعة المرأة ندامة‏)‏ أي غم لازم لسوء آثاره ‏(‏والصدقة تدفع القضاء السوء‏)‏ ‏.‏

حاول بعضهم جمع الأخلاق الحسنة فقال‏:‏ الإحسان والاخلاص والإيثار واتباع السنة والاستقامة والاقتصاد في العبادة والمعيشة والاشتغال بعيب النفس عن عيب الناس والانصاف وفعل الرخص أحياناً والاعتقاد مع التسليم والافتقار الاختياري والإنفاق بغير تقتير وإنفاق المال لصيانة العرض والأمر بالمعروف وتجنب الشبهة واتقاء ما لا بأس به لما به بأس وإصلاح ذات البين وإماطة الأذى عن الطريق والاستشارة والاستخارة والأدب والاحترام والإجلال لأفاضل البشر والأزمنة والأمكنة وإدخال السرور على المؤمن والاسترشاد والإرشاد بتربية وتعليم وإفشاء السلام والإبتداء به وإكرام الجار وإجابة السائل والإعطاء قبل السؤال واستكثار قليل الخير من الغير واحتقار عظيمه من نفسه وبذل الجاه والجهد والبشر والبشاشة والتواضع والتوبة والتعاون على البر والتقوى والتؤدة والتأني وتدبير المنزل والمعيشة والتفكر والتكبر على المتكبر وتنزيل الناس منازلهم وتقديم الأهم والتصبر والتغافل عن زلل الناس وتحمل الأذى والتهنئة والتسليم لمجاري القدر وترك الأذى والبطانة ومعاداة الرجال والتكلف والمراء والتحميض لدفع الملالة والتحدث بالنعمة والتكثير من الإخوان والأعوان وتجمل الملبس والتسمية باسم حسن مع تغيير اللقب القبيح والتوسعة على العيال وتجنب مواقع التهم ومواضع الظلم والكلام المنهي عنه والتعرف باللّه والتطبب بالطب النبوي والثبات في الأمور والثقة باللّه وجهاد النفس وجلب ‏[‏ص 387‏]‏ المصالح والحب في اللّه والبغض في اللّه والحلم والحياء وحفظ الأمانة والعهد والعرض وحسن الصمت والتفهيم والتعقل في المقال والسمت والظن والحزم وطلب المعيشة والمعاشرة والحمية وخدمة الصلحاء والفقراء والعلماء والإخوان والضيف والخشوع وخوف اللّه وخداع الكفار ودرء المفاسد ودوام التفكر والاعتبار والدأب في طلب العلم والذلة للّه والرفق في المعيشة ورحمة الصغار والمساكين واليتيم والحيوان والمريض والرضى بالدون من المجالس والرجاء والرقة للغير لتأذيه والزهد والسخاء والسماح والسلام عند اللقاء حتى على من لا تعرفه والشجاعة والشهامة والشفاعة والشكر والصبر والصدق والصلح والصداقة والصحبة وصلة الرحم والصمت والصوم وضبط النفس عن النفرة وطهارة الباطن والعفة والعدل والعفو والعزلة وعلو الهمة والغضب للّه والغيرة للّه الحميدة والغبطة والفزع إلى الصلاة عند الشدائد والفراسة وفعل ما لا بد منه والقيام بحق الحق في الخلق وقبول الحق وقوله وإن كان مراً والقنع وقضاء حوائج الناس وكظم الغيظ وكفالة اليتيم ولقاء القادم ولزوم الطهارة والتهجد والصلوات المأثورة والفوائد الجميلة والمداراة والمخاطبة بلين ومحاسبة النفس ومخالفتها والمعاشرة بالمعروف ومعرفة الحق لأهله ولمن عرفه ذلك ومحبة أهل البيت والمكافأة والمزح القليل والعدل والنهي عن المنكر والنصح والنزاهة والورع وهضم النفس واليقين ونحو ذلك اهـ وأخرج البيهقي في الشعب قال رجل للأحنف‏:‏ دلني على مؤونة بلا تعب قال‏:‏ عليك بالخلق الفسيح والكف عن القبيح واعلم أن الداء الذي أعيي الأطباء اللسان البذيء والفعل الرديء‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في التاريخ والقضاعي في الشهاب ‏(‏عن جابر‏)‏ بن عبد اللّه قال العامري‏:‏ حديث حسن‏.‏

3726 - ‏(‏حسنوا القرآن بأصواتكم‏)‏ أي رتلوه واجهروا به قال الطيبي‏:‏ هذا الحديث لا يحتمل القلب كما يحتمله الحديث الاتي زينوا القرآن بأصواتكم لتعليله بقوله ‏(‏فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً‏[‏فيه طلب الجهر بالقراءة وتحسين الصوت ومحله فيمن أمن الرياء ولم يؤذ نحو مصل‏.‏‏]‏‏)‏ قال القشيري‏:‏ هذا دليل على فضيلة الصوت الحسن فالسماع لا بأس به وتعقبه ابن تيمية بأنه إنما يدل على فضل الصوت الحسن بكتاب اللّه لا بالغناء فمن شبه هذا بهذا فقد شبه الحق بالباطل‏.‏

- ‏(‏الدارمي‏)‏ في مسنده ‏(‏وابن نصر‏)‏ محمد في كتاب ‏(‏الصلاة‏)‏ تأليفه ‏(‏ك‏)‏ كلهم ‏(‏عن البراء‏)‏ بن عازب‏.‏

3727 - ‏(‏حسين مني وأنا منه‏)‏ قال القاضي‏:‏ كأنه بنور الوحي علم ما سيحدث بين الحسين وبين القوم فخصه بالذكر وبين أنهما كشيء واحد في وجوه المحبة وحرمة التعرض والمحاربة وأكد ذلك بقوله ‏(‏أحب اللّه من أحب حسيناً‏)‏ فإن محبته محبة الرسول ومحبة الرسول محبة اللّه ‏(‏الحسن والحسين سبطان من الأسباط‏)‏ جمع سبط وهو ولد الولد أكد به البعضية وقدرها ويقال القبلية قال تعالى‏:‏ ‏{‏وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطاً أمماً‏}‏ أي قبائل ويحتمل إرادته هنا على معنى أنه يتشعب منهما قبيلة ويكون من نسلهما خلق كثير وقد كان‏.‏

- ‏(‏خد ت ه ك عن يعلى بن مرة‏)‏ قال‏:‏ خرجنا مع النبي صلى اللّه عليه وسلم إلى طعام دعي له فإذا حسين يلعب في السكة فتقدم النبي صلى اللّه عليه وسلم أمام القوم وبسط يديه وجعل الغلام يفر ههنا وههنا ويضاحكه صلى اللّه عليه وسلم حتى أخذه فجعل إحدى يديه تحت ذقنه والأخرى فوق رأسه فقبله قال الهيثمي‏:‏ إسناده حسن‏.‏

‏[‏ص 388‏]‏ 3728 - ‏(‏حصنوا أموالكم بالزكاة‏)‏ أي بإخراجها فإنه ما تلف مال في بئر ولا بحر إلا بمنع الزكاة كما سيجيء في خبر فأداء الزكاة كالحصن للأموال تحرس بها وتحصن بأدائها من آفات عقوبات تركها ‏(‏وداووا مرضاكم بالصدقة‏)‏ فإنها من أنفع الدواء الحسي ‏(‏وأعدوا للبلاء الدعاء‏)‏ فإنه يرد القضاء المعلق وفي رواية واستقبلوا بالبلاء الدعاء فإنه يرده أي بأن تدعو عند نزول البلاء برفعه فلعله عرض ابتلاء ليصل إليه التضرع والإبتهال فإنه تعالى يحب أن يسأل أو بأن يكثر التضرع والالتجاء في حال عاقبته وأمنه ودعته قبل البلاء عدة لوقت نزوله فيعرف اللّه منه ذلك فيوفقه للرضى حتى أن بعضهم يراه نعمة فيشكره عليها وهذا حال خواص المؤمنين‏.‏

- ‏(‏طب حل خط عن ابن مسعود‏)‏ قال ابن الجوزي‏:‏ حديث لا يصح تفرد به موسى بن عمير قال ابن عدي‏:‏ وعامة ما يرويه لا يتابع عليه اهـ وقال الهيثمي‏:‏ فيه موسى بن عمير الكوفي متروك وفي الميزان‏:‏ أبو حاتم ذاهب الحديث كذاب وقال ابن عدي‏:‏ عامة ما يرويه لا يتابع عليه ثم ساق له أخباراً منها هذا‏.‏

3729 - ‏(‏حصنوا أموالكم بالزكاة‏)‏ أي بتزكيتها ‏(‏وداووا مرضاكم بالصدقة‏)‏ يعني صدقة التطوع مهما أمكن طلباً للشفاء بها فإنها نعم الدواء ‏(‏واستعينوا على حمل البلاء بالدعاء‏)‏ إلى اللّه ‏(‏والتضرع‏)‏ إليه فإنه يرفعه أو يسهل وقوعه كما سيأتي قال بعضهم‏:‏ إنما أمر بتحصين المال بالزكاة لأن للمال مستحقين المساكين والحوادث فالمطالب بحق الفقراء هو اللّه والحوادث تأتي بها الأقدار فمن زكى فقد أرضى اللّه فيجوز أن ترفع المقادير نزول الحوادث بمن أدى حق اللّه وقد قال‏:‏ ‏{‏يمحو اللّه ما يشاء ويثبت‏}‏ أي يوقع الحوادث بها ليرفعهما عنده ويخلق منها قال تعالى‏:‏ ‏{‏ما عندكم ينفد وما عند اللّه باق‏}‏ فالزكاة حصن لها إن بقيت وهي لها أحصن إن حصلت عند اللّه‏.‏

- ‏(‏د في مراسيله عن الحسن‏)‏ وأسنده البيهقي وغيره من وجوه ضعيفة‏.‏

3730 - ‏(‏حضرموت خير من بني الحارث‏)‏ أي هذه القبيلة أفضل من هذه عند اللّه تعالى‏.‏

- ‏(‏طب‏)‏ في ضمن حديث طويل ‏(‏عن عمرو بن عبسة‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ رواه عن شيخه بكر بن سهل الدمياطي وفيه مقال وقال الذهبي‏:‏ حمل عنه الناس وهو مقارب الحال وقال النسائي‏:‏ ضعيف وبقية رجاله رجال الصحيح وقد روى نحوه بإسناد جيد عن شيخين آخرين‏.‏

3731 - ‏(‏حضر ملك الموت رجلاً يموت‏)‏ أي في حالة النزاع لقبض روحه ‏(‏فشق أعضاء‏)‏ يعني جرى فيها وسلكها وفتشها لا أنه شقها بالقطع كما يفعل الآدمي ‏(‏فلم يجده عمل خيرا قط‏)‏ بعضو من أعضائه ‏(‏ثم شق قلبه فلم يجد فيه خيراً قط ففك لحييه فوجد طرف لسانه لاصقاً بحنكه يقول لا إله إلا اللّه فغفر له بكلمة الإخلاص‏)‏ بين به أن التوحيد المحض الخالص عن شوائب الشرك لا يبقى معه ذنب فإنه يتضمن من محبة اللّه وإجلاله وخوفه ورجائه وحده ما يوجب غسل الذنوب فلو لقي الموحد المخلص ربه بقراب الأرض خطايا قابله بقرابها مغفرة فإن نجاسة الذنوب عارضة والدافع لها قوي فلا تثبت معه خطيئة قال الفخر الرازي‏:‏ وإنما سميت كلمة الإخلاص لأن كل شيء يتصور أن يشوبه غيره فإذا صفا عن شوبه وخلص للّه سمي خالصاً‏.‏

- ‏(‏ابن أبي الدنيا‏)‏ أبو بكر القرشي ‏(‏في كتاب المحتضرين هب عن أبي هريرة‏)‏ ورواه عنه أيضاً ابن لال والديلمي‏.‏

3732 - ‏(‏حفت الجنة بالمكاره‏)‏ أي أحاطت بنواحيها جمع مكرهة وهي ما يكرهه المرء ويشق عليه من القيام بحقوق العبادة على وجهها كإسباغ الطهر في الشتاء وتجرع الصبر على المصائب قال القرطبي‏:‏ وأصل الحق الدائر بالشيء المحيط به الذي لا يتوصل إليه إلا بعد أن يتخطى ‏[‏ص 389‏]‏ غيره فمثل المصطفى صلى اللّه عليه وسلم المكاره والشهوات بذلك فالجنة لا تنال إلا بقطع مفاوز المكاره والصبر عليها والنار لا ينجى منها إلا بفطم النفس عن مطلوباتها قال ابن حجر‏:‏ وهذا من جوامع كلم المصطفى صلى اللّه عليه وسلم وبديع بلاغته في ذم الشهوات وإن مالت إليها النفوس والحث على الطاعات وإن كرهتها وشقت عليها ‏(‏وحفت‏)‏ في رواية حجبت في الموضعين ‏(‏النار بالشهوات‏)‏ وهي كل ما يوافق النفس ويلائمها وتدعو إليه ذكره القرطبي بأن أطيفت بها من جوانبها وهذا تمثيل حسن معناه يوصل إلى الجنة بارتكاب المكاره من الجهد في الطاعة والصبر عن الشهوة كما يوصل المحجوب عن الشيء إليه بهتك حجابه ويوصل إلى النار بارتكاب الشهوات ومن المكاره الصبر على المصائب بأنواعها فكل ما صبر على واحدة قطع حجاباً من حجب الجنة ولا يزال يقطع حجبها حتى لا يبقى بينه وبينها إلا مفارقة روحه بدنه فيقال ‏{‏يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية‏}‏ الآية‏.‏ قال الغزالي‏:‏ بين بهذا الحديث أن طريق الجنة وعر وسبيل صعب كثير العقبات شديد المشقات بعيد المسافات عظيم الافات كثير العوائق والموانع خفي المهالك والقواطع غزير الأعداء والقطاع عزيز الاتباع والأشياع وهكذا يجب أن يكون‏.‏

- ‏(‏حم م‏)‏ في صفة الجنة ‏(‏ت‏)‏ في صفة الجنة ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك ‏(‏م عن أبي هريرة حم في الزهد عن ابن مسعود موقوفاً‏)‏ ظاهر صنيع المصنف أن ذا مما تفرد به مسلم عن صاحبه وهو ذهول فقد رواه البخاري في الرقائق وقال‏:‏ احتجبت بدل حفت والعجب أن المصنف في الدرر عزاه للشيخين معاً باللفظ المزبور هنا بعينه من حديث أنس‏.‏

3733 - ‏(‏حفظ الغلام الصغير كالنقش في الحجر وحفظ الرجل بعد ما يكبر كالكتابة على الماء‏)‏ أي فإن حفظه لا يثبت كما لا تثبت الكتابة على المائع كالماء لضعف حواسه وأما الصغير فينطبع حفظه في صورته الإدراكية الحاصلة في القوة المدركة ولا يزول عنها كما لا يزول النقش في الحجر وقيل لبعضهم‏:‏ التعليم في الصغر كالنقش في الحجر فقال‏:‏ الكبير أوفر عقلاً لكنه أكثر شغلاً‏.‏

- ‏(‏خط في‏)‏ كتاب ‏(‏الجامع عن ابن عباس‏)‏‏.‏

3734 - ‏(‏حقاً‏)‏ بالنصب مصدر لفعل محذوف أي حق حقاً كحديث أعمداً فعلته يا عمر ذكره الزين العراقي وقال الطيبي‏:‏ هو مصدر مؤكد أي حق ذلك حقاً فحذف الفعل وأقيم المصدر مقامه ‏(‏على المسلمين‏)‏ أي على كل منهم ‏(‏أن يغتسلوا‏)‏ فاعل قال الطيبي‏:‏ وكان حقه أن يؤخر عن قوله ‏(‏يوم الجمعة‏)‏ لكنه قدمه اهتماماً بشأنه ‏(‏وليمس‏)‏ بفتح الميم وضمها كما في الديباج ‏(‏أحدهم من طيب أهله فإن لم يجد فالماء له طيب‏)‏ قال الطيبي‏:‏ وليمس عطف على معنى الجملة السابقة إذ فيه سمة من الأمر أي ليغتسلوا وليمسوا قال العراقي‏:‏ المشهور في الرواية كسر الطاء وسكون التحتية أي يقوم مقام الطيب‏.‏